غربتي في العيد

 غربتي في العيد





بقلم الشاعر  : قاسم الحمداني -  العراق


جاء العيد وأنا أبكي وحدي 

لا أبي ولا أمي ولا أخوتي 

قد رحلوا وبقيت أعاني بوحدتي 

أسمع طبول الأفراح بكل مكان 

وطبول قلبي الحزين لاتنتهي 

نسيت قبلة الأعياد 

وقبلة صباح العيد 

وتهنئة العيد 

وصارت الحسرة ترافقني 

في الصبح والمساء 

نسيت أثوابي الملونه 

وأمسيتُ أبحث عن ثيابي السوداء 

لتعطي عنوان حياتي 

الدنيا أصبحت مظلمة 

وكل من حولي سعداء 

يا عيد لما حللت وأنيت 

فيا ليتني لم التقي بصبحك الوضاء 

أي خد أقبل 

وأي صوت بهذا الصبح أسمع

ضاعت الأصوات 

وأختفت الخدود تحت الثرى 

وبكاء الجفون يشغلني عن عيدي وبسمتي 

أعدو مُسرعاً قبل الشروق 

لأجد مكاناً بين القبور 

أصل لقبور أحبتي 

أشم منها عطر المسك والعنبر 

هذا قبر أبي 

وهذا قبر أمي

 وهذه قبور إخوتي

وهذه قبور أقاربي 

فلمن أنا أحيا ياربي 

أقبل تربتهم وأقدم لهم التهنئة

لأخفف عنهم وطأت الوحشة 

لأنهم بين يدي ربهم الحنون

أقراء لهم آيات من الذكر الحكيم 

وأدعوا الله أن يغفر لهم 

وأذرف دمعة حرى على ثرى قبورهم 

لعلها تكون زهرة فواحة 

عطرها يصل إلى محياهم

آه يالوعتي وغربتي بدونهم 

لكني تعلمتُ الصمت والحسرة 

وعدم الكلام إلا على قبورهم 

فالكل مشغول بحاله 

وأنا شغلني فراقهم 

متى اللقاء

 ومتى الله يجمعني بهم 

فيا ألمي ووحشتي ويا علتي 

بين أناس لا يعلمون بحالتي .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة